تقدير الذات

ماذا نقصد بتقدير الذات؟

تقدير الذات هو مفهوم نفسي يشير إلى الحكم الإيجابي أو السلبي الشامل الذي يمتلكه الشخص عن نفسه.

تقديرك لذاتك ترتكز على العديد من المعايير: البيئة ، والتعليم ، والشخصية ، والقدرات البدنية والفكرية ، وما إلى ذلك من متغيرات من شأنها أن تؤثر على حكمنا على أنفسنا. يبنى تقدير الذات خلال الطفولة ويتطور على مدى الحياة مع تجارب النجاح والفشل.

تدني تقدير الذات

يمكن أن يؤدي تدني تقدير الذات إلى الانزعاج وصعوبة ربط العلاقات مع الآخرين كما يؤدي أيضا إلى بروز بعض الاضطرابات النفسية. لا يمكن للأشخاص الذين لا يملكون تقديرا لذاتهم أن يكونوا جيدين بما فيه الكفاية ويعانون بشكل رهيب.

ارتفاع تقدير الذات

على العكس من ذلك ، يمكن أن يؤدي تقدير الذات المرتفع جدًا إلى أن يكون لدى الشخص سلوكيات ومواقف غالبًا ما ينظر إليها بشكل سيئ من قبل الآخرين الذين غالبًا ما يرون فيه شخصًا متغطرسًا وثقيلًا و غير محبوب. يمكن أن يؤدي تقدير الذات المرتفع إلى جعل الشخص يتصرف بغرور معتقدا أنه في مأمن من كل شيء.

تقدير الذات الجيد

وأخيرًا ، فإن تقدير الذات “الجيد” هو بطبيعة الحال يوجد بين الإثنين ، ليس منخفضًا جدًا ولا مرتفعًا جدًا ، مما يعزز التنمية العلائقية والرفاهية الشخصية.

الاضطرابات المرتبطة بانخفاض تقدير الذات

الدراسات تشير إلى العديد من الاضطرابات المرتبطة بانخفاض تقدير الذات. الاكتئاب  هو أحد الأمراض الرئيسية المرتبطة بقوة باضطراب تقدير الذات. الناس الذين يعانون من القلق سيكون لديهم أيضًا احترام أقل للذات أكثر  من الناس الذين لا يشعرون بالقلق. وبالمثل ، فإن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل ، مثل الشره المرضي وفقدان الشهية ، لديهم تقدير منخفض للذات مبني أساسا على نظرتهم لمظهرهم البدني إلى حد كبير. أخيرًا ، الأشخاص الذين يعانون من الإدمان (الكحول والمخدرات ، وما إلى ذلك) لديهم كذلك صورة سلبية جدًا عن أنفسهم.

كيف تتشكل تقديرنا لذاتنا؟

هذا الحكم على الذات يكون في نفس الوقت موضوعي وذاتي حيث يتأثر بالخبرات والقدرات (المادية والفكرية) والمزاج المتفائل أو المتشائم للشخص.

تقدير الذات هو مجموعة من الأحكام (القدرة ، الأهمية ، الجدارة ، وما إلى ذلك) التي يمتلكها الشخص عن نفسه في مجالات مختلفة (العمل ، المدرسة ، المظهر الجسدي ، إلخ).

يعتمد تقدير الذات ليس فقط على كيفية إدراك الأفراد لنجاحاتهم وإخفاقاتهم ، ولكن أيضًا على مدى تحقيق الأهداف التي سطروها . عندما يحقق أحدا ما الأهداف التي حددها لنفسه ، مثل النجاح في الامتحان بعد العمل الجاد ، سيتم تعزيز تقديره لذاته.

على العكس من ذلك ، عندما تتجاوز الطموحات المحددة القدرات ، مثل إجراء ماراطون على سبيل المثال مع القليل من التدريب ، غالبًا ما يكون الفشل هداما وقد يؤدي بالشخص إلى التقدير السلبي لذاته خصوصا إذا كان يعلق أهمية كبيرة على هذا النجاح.

من خلال معرفة قدراتنا بشكل جيد وتحديد أهداف قابلة للتحقيق ، نضع جميع فرص النجاح إلى جانبنا. .

غالبًا ما يكون من الصعب معرفة قدراتك الحقيقية جيدًا إذ تتأثر رؤيتنا لها بنظرة و حكم الآخرين علينا كما تتأثر بمشاعرنا المتقلبة دوما. وهكذا يميل بعض الناس دائمًا إلى المبالغة في تقدير ذاتهم أو إلى التقليل من شأنها.

وسائل تقييم تقدير الذات

يتم استخدام العديد من المقاييس والاستبيانات من قبل المهنيين الصحيين (الطبيب النفسي ، وعلم النفس ، وعلم النفس المدرسي ، وما إلى ذلك) من أجل اختبار تقدير الناس لذاتهم. تختلف هذه الأدوات من حيث التصميم (النموذج النظري المستخدم) ، وشكلها (الاستبيان ، الجرد ، وما إلى ذلك) والجمهور المستهدف (الأطفال والمراهقين والبالغين).

مقياس (روزنبرج) لتقدير الذات  هو مقياس يستخدمه غالبًا علماء النفس الذين يتعاملون مع البالغين. يُطلب من الشخص المعني  أن يجيب تدريجيًا  باختيار إحدى الأجوبة (لا أوافق بشدة ،لا أوافق إلى حد ما ، أوافق إلى حد ما ، أوافق بشدة) على عشرات العبارات مثل “أشعر بعدم وجود سبب يدعو للاعتزاز بنفسي. “،” أشعر أحيانًا بعدم نفعي. ” بناءً على الإجابات التي قدمها الشخص الذي تمت مقابلته ، سيتمكن الطبيب النفسي من تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب تقدير الذات.

علاجات اضطراب تقدير الذات

تُستخدم العلاجات السلوكية المعرفية على نطاق واسع لدعم و مواكبة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تقدير الذات. بمساعدة التمارين العملية ولعب الأدوار ، سيساعد المعالج الشخص على استكشاف ذاته بشكل أفضل ، وتقبل نقاط القوة والضعف لديه و على التعامل مع  أنفسهم بشكل أفضل مع حالات الفشل. إن العمل على الأفكار والمشاعر السلبية التي يحملها الشخص تجاهه سيكون أساس هذا العلاج.

يمكن أن يساعد التحليل النفسي أيضًا في تعزيز تقدير الذات حيث سيمكن الشخص من الوصول إلى معرفة أفضل لذاته و سيكون قادرًا على مواجهة عوائقه بشكل مختلف.

بعض الطرق التكميلية للعلاج

التمرين البدني.

نظرت إحدى الدراسات في الرابط الذي قد يكون هناك بين ممارسة الرياضة (الأيروبيك ، تدريب الوزن) وتقدير الذات لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 19 عامًا. أظهرت النتائج أن الممارسة الرياضية المنتظمة لبضعة أشهر ستعزز تنمية تقدير الذات لدى هؤلاء الأطفال

العلاج بالفن

 هو علاج يستخدم الفن كوسيلة لمساعدة الناس على التفاعل مع حياتهم النفسية. أظهرت دراسة أجريت على النساء المصابات بسرطان الثدي أن استخدام العلاج بالفن يمكن أن يحسن مهاراتهن في التكيف ويحسن تقديرهن لذاتهن.

طريقة Feldenkrais

هي نهج جسدي يهدف إلى زيادة سهولة وكفاءة ومتعة الجسم والحركة من خلال تطوير الوعي الجسدي. إنه يشبه الجمباز اللطيف أو الناعم. أظهرت دراسة أجريت مع الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن أن استخدامه يحسن ، من بين أمور أخرى ، تقدير الذات للأشخاص الذين التزموا بالاستخدام المنظم و الخاضع لإشراف متخصص في هذه الطريقة.

اليوغا

أثبتت الدراسات أن ممارسة اليوغا لها اثر كبير في التغلب على القلق والاكتئاب كما أنه تحسن تقدير الممارسين لها  لذاتهم.