في أحد الأيام قال طفل صغير لعائلته: “أريد أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي، وأعرف أني أستطيع”.
بعد عدة سنوات، قال رجل عجوز لعائلته: ” كان من الممكن أن أحقق أشياء عظيمة في حياتي، أتمنى لو حققتها”. هذه قصة حزينة لأن هذا الرجل العجوز ما هو إلا ذلك الطفل الصغير الذي كان له حلم
عندما تعيش لتحقيق حلمك، فإن العالم كله من حولك يآزرك لتحقيق ذلك الحلم ، وعندما تنام لتنعم بالأحلام، فإن العالم كله يآزرك لجعلك تنعم بأحلام هادئة ونوم عميق، بينما ينطلق هو ليحقق أحلامه.
لذا إذا أردت أن تحقق أحلامك أنت الآخر فاستيقظ من نومك فوراً!!..فجميل أن تحلم .. لكن الأجمل أن تستيقظ لتحقيق أحلامك.
الناس ثلاث أصناف
من منا لم تكن له أحلام وهو صغير و من منا لم يتمنَّ أن يكون في وضع اجتماعي أفضل؟ ومن منا لم يحاول كثيراً الارتقاء بنفسه؟ فما الذي يحدث؟ وما هو الفرق بين الناس إذا كانوا جميعاً يتشابهون في أحلامهم؟ وإذا كنا جميعًا نحب الترقي فلماذا ينجح البعض ويفشل البعض الآخر؟. كل ما في الأمر هو أن الناس ينقسمون الى أصناف ثلاثة:
صنف يصنع الأحداث: هؤلاء هم الذين يعملون بروح المبادرة، يستيقظون من نومهم ليحققوا أحلامهم.
صنف يشاهد الأحداث: مقلد ينتظر أن يهبط على غيره الإلهام ليعمل هو.
صنف يتساءل ماذا حدث: هؤلاء تجدهم على قارعة الطرق مفتحي الأفواه مغمضي العيون.
والمطلوب منك أن تكون في الصنف الأول دائمًا، أن تحلم ثم تستيقظ من نومك لتحقيق أحلامك، لا تلعن الظروف ولا تختلق الأعذار .إن كنت راضيا عن نفسك في الوقت الحالي فهذا جميل، لكن الأجمل أن تعمل على التحسين المستمر لتلك النفس ، أن تواصل التعلم والتدريب والعمل.. تكون كما يقول النبي – صلى الله عليه وسلم: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها”.
تأمل هذه الأسئلة
– ما الذي يمنعك من البدء في مشروع جديد تخطط له منذ سنوات؟
– ما الذي يمنعك من إتمام دراستك العليا .
ما الذي يمنعك من التدريب على عمل جديد؟
– ما الذي يمنعك من العمل على إنقاص وزنك الزائد؟
– ما الذي يمنعك من القيام بعمل من شأنه أن يجعل حياتك على الصورة التي تخيلتها لنفسك وأنت صغير؟
عندما كنا أطفالاً صغارًا، كنا مبدعين ومغامرين، لم نكن نعرف حدوداً للأشياء، بل كنا نلعب ونجرب ونتساءل ونستخدم خيالنا بشكل عجيب، ومع الزمن دخلنا المدرسة! وما أدراك ما المدرسة؟ حيث كل شيء يخضع للتلقي، تعلمنا فيها أن ما يقوله الكبار دائمًا صحيح.. تعلمنا أن نبحث عن حل وحيد وصحيح لكل مشكلة.
ومع ذلك فإننا لا نفقد قدرتنا على التخيل والابتكار أبدًا، نحن فقط نتركها كامنة فينا فلا نستخرجها ولا نوظفها ولا ننميها، وتكون النتيجة أن نبدأ جميعا بالعمل في نطاق ضيق ومحدود وبلا خيال ولا نتطلع إلى خارج حدودنا .
لنفكر كالأطفال
إذا أردت أن تعيد خيالك ثانية فارجع برحلة إلى أيام الطفولة، أي أن تفكر بعقلية طفل، لا تضحك.. إنهم أكثر إبداعًا منا، ولكي تعود إلى أحلام الطفولة سريعًا لا بد أن تغير قليلاً من طريقة الحياة الرسمية التي تحياها.. وإليك بعض الأفكار التي تجعلك تفكر بطريقة أكثر تحرراً من القيود وتقربك من التخيل والابتكار:
1- خصص خمس دقائق للتخيل صباح كل يوم ومساءه.
2- اقض يومًا كاملاً دون أن تصدر حكمًا على أي شيء أو أي إنسان.
3- استلق في أحد الحقول وراقب الغيوم والنجوم.
4- عد إلى البيت وتناول عشاءك ونظف أسنانك والبس ملابس النوم، ونم دون أن تضيء النور.
5- قم بزيارة الأحياء القديمة والحارات الضيقة في مدينتك.. حتى تلك الأماكن التي لا تستهويك.
6- اصنع أشكالا من الصلصال والعب بها، وإذا لم يتوافر فاصنعها من الطين.
7- قم بفك أحد الأجهزة الكهربائية الرخيصة في بيتك، وحاول أن تركبه ثانية.
احلم وتخيل وتمنى خارج نطاق الممكن والمعقول؛ اجعل لك دوائر أربعة أو خمسة أو حتى عشرة تريد أن تكون مفعمة بالحياة.
انظر لنفسك على المستوى الاجتماعي ثم تمنَّ ماذا تريد أن تكون.. لا تخش الكلام، قل كل ما تتمناه.. هذا حلم.. لا أحد سيمنعك منه.. اكتب حلمك هنا..مثلا:
– أتمنى خلق مقاولتي الخاصة
تمنَّ ماذا تريد أن تكون على المستوى المادي او الاجتماعي او السياسي.. لا تنس أننا في حلم ..احلم..
خطوات تحقيق الأحلام
الخطوة الأولى: الالتزام
أجل أن تلتزم بتحقيق هذا الحلم، وما رأيك الآن إذا قمت بشطب كلمة “أتمنى”، ووضعت بدلاً منها كلمة “ألتزم”
– ألتزم المساهمة في نشاط الجمعية الخيرية في بلدي بنصف وقتي.
– ألتزم الحصول على سيارة جديدة بدل سيارتي المنتهية.
ما شكل المعنى الذي أمامك الآن.. تريد أن تتمنى أم تريد أن تلتزم ..إذا أردت أن تستيقظ من أحلامك فعليك بالالتزام بتحقيق تلك الأحلام.. إذن خذ الأمر مأخذ الجدية فإن وراءك التزامات لا بد من أن تحققها تجاه نفسك ومجتمعك.
الخطوة الثانية: استثمر وقتك
بعد أن تلزم نفسك ببعض الأحلام التي تستطيع أن تحققها بشيء من الجهد، عليك الآن أن تستثمر وقتك لتحقيق حلمك.. يقولون: إن الناس يمضي بهم قطار العمر سريعًا إذا لم يستفيدوا من وقتهم.. هكذا يقولون.. ولا تسألني من؟ ولكني أصدقهم.. لأنه إذا كان لديك حلم.. وحافز ..فلن يبقى لك إلا الوقت، فماذا أنت فاعل معه؟.
كيف ستنظم وقتك:
1. قم بوضع قائمة سمها قائمة الأحلام.
2. اختر منها الأحلام التي ستلتزم بانجازها وضعها في قائمة ثانية سمها الأهداف.
3. خذ كل هدف واجعله هدفاً فعالاً، ولكي يصبح الهدف فعالا يجب:
أن يكون واضحًا غير مبهم.
أن يقاس أو يسهل قياسه.
أن يكون تحديًا يمكن تحقيقه.
أن يرتبط ببرنامج زمني محدد.
أن يرتبط الهدف بنتيجة وليس نشاطًا مؤقتًا.
أن يكون الهدف مشروعًا.
خاتمة
عندما تبدأ في تنفيذ خطتك قد تعترضك عقبات، ثق أن العقبات مثل الصخرة الكبيرة يراها الضعيف سدًا، ويراها القوي درجة يرتقيها نحو تحقيق أحلامه، فكن قويًا.