Site icon arrahiq.com

كيف تتعامل مع مقاومي التغيير

التغيير في أبسط تعريف له هو شيء جديد مختلف عن الشيء القديم. وكما هو معروف أن لكل تغيير مقاومة ؛ ظاهرة تارة وخفية تارة أخرى , قوية تارة وضعيفة تارة أخرى . هذه المقاومة هي التي تتسبب في إفشال العملية التغييرية , ولذا فلابد أن يتم التعامل معها بحذر وذكاء وحكمة من أجل تحجيمها أو ترويضها أو القضاء عليها .

أسباب رفض التغيير

من المهم تفهم أسباب المقاومة حتى يمكن التعامل معها لتكون مدخلاً مهماً للقضاء على المقاومة أو ترويضها. وإن كان يصعب تحديد جميع الأسباب إلا أنه بالإمكان الإشارة إلى أهمها وهي كما يلي :

  1. التمسك بالعادات والتقاليد وعدم القدرة أو الرغبة من تركها أو تغييرها
  2. الخوف والتوهم بأن التغيير سيكون سبباً في فقد بعض الامتيازات أو المكاسب الشخصية
  3. عدم المشاركة في إعداد المشروع التغييري , إذ إن المشاركة في إعداد التغيير حافز للتمسك به والدفاع عنه , والعكس صحيح .
  4. الخوف من تأثير التغيير على العلاقات الشخصية مع من يقع عليهم التغيير.
  5. الخوف من أن التغيير قد  يمس قيم الفرد ومبادئه ومعتقداته.
  6. عدم الاقتناع بالتغيير المراد إجراؤه أو ببعض جوانبه .
  7. عدم وجود مبررات وجيهة أو حجج كافية للتغيير المراد اتخاذه .
  8. عدم وضوح صورة التغيير أو الجهل بحقيقته وأهدافه وإجراءاته وجوانبه الأخرى.
  9. لمجرد معارضة الرؤساء وأصحاب النفوذ لهذا التغيير .
  10. التقليد الأعمى للآخرين .أو ما يسمى بالامعية
  11. التكاليف البشرية والمادية الباهظة للتغيير .
  12. الخوف من عدم القدرة على التكيف مع متطلبات هذا التغيير , فقد يحتاج التغيير إلى مهارات معينة أو خبرات محددة أو قدرات متميزة لا تتوفر عند بعض الأفراد
  13. الارتياح مع الواقع الحالي والاقتناع به وعدم القدرة من الخروج من منطقة الراحة
  14. التشبع واليأس والإحباط وربما الملل من كثرة التجارب التغييرية الفاشلة .
  15. العناد .
  16. سوء العلاقة مع المغير .
  17. تنافس الأقران
  18. حب الصدارة والزعامة.
  19. لأن المقاوم من “الحرس الثوري القديم” , حيث يعتبر نفسه أحد مهندسي الواقع الحالي , ويعتبر أي تغيير هو اعتداء شخصي على ذاته و انجازاته
  20. لقلة العقل والحماقة والسفه.

تبريرات رفض التغيير

إن الذين يقامون التغيير يلجأون لطرق ماكرة , ويعتذرون بعبارات وحجج معروفة مسبقاً يمكن تلخيصها بالتالي :

  1. لا توجد أهداف واضحة لهذا التغيير .
  2. هذا التغيير يخدم مصالح شخصية .
  3. لا نملك الطاقات البشرية والمادية اللازمة للتغيير .
  4. هذا التغيير سيخرب عملنا , فلا نحن قد حافظنا على إنجازاتنا ولا نحن حققنا شيئاً في المستقبل .
  5. هذا التغيير مثالي وغير واقعي .
  6. هذا التغيير جيد ولكن وقته ليس الآن , أو نحن بحاجة إلى وقت لدراسة هذا التغيير وتحقيقه .
  7. هذا التغيير سيحدث بلبلة لدى العاملين .
  8. هذا التغيير مخالف للمبادئ أو الأصول التي قمنا عليها.
  9. إن الذين يقودون التغيير مشكوك فيهم وبمعنى آخر القيام بمهاجمة قادة بدلاً من مهاجمة التغيير ذاته .
  10. دعونا نجرب هذا التغيير على نطاق ضيق فإن نجح عممناه .
  11. هذا التغيير فيه استخفاف بالإنجازات والقيادات السابقة .
  12. هذا التغيير لم يجرب في مكان آخر , أو جرب وفشل. وإن كان قد نجح فيتم التركيز على الفرق بين واقعنا والواقع الآخر .
  13. إن المقصود من هذا التعبير هو التخلص من بعض القيادات السابقة .
  14. أنتم تريدون التجريب ,ونحن لسنا فئران تجارب .
  15. دعونا ندرس الأمر من جديد , ثم دعونا نتشاور .
  16. لنؤجل الأمر حتى موعد لاحق .
  17. استعمال أساليب أقل نظافة (الكذب , النميمة , الإشاعات .. إلخ)
  18. اللجوء للإضرابات أو القرارات المقيدة أو نشر البلبلة .
  19. الانقلابات أو العزل .
  20. التصفيات الجسدية أو المعنوية .

أنماط مقاومي التغيير :

هناك خمسة عشر نمطاً من مقاومي و رافضي التغيير و هم كما يلي :

وهو الذي يدعي أن عنده تجربة وخبرة طويلة , وأن تجربته أثبتت فشل هذه الفكرة التغييرية .

وهو الذي يوجه الأسئلة الكثيرة بطريقة ملتوية خبيثة , مع التركيز على الأسئلة التي تتناول أموراً هامشية جزئية , حتى يبين فشل المشروع التغييري .

وهو الذي يحاول التسلق إلى القيادات العليا والوصول إلى متخذي القرار , ثم يقيم معهم العلاقات الاجتماعية المتميزة , وعندها يستغل هذه المكانة والحظوة في التآمر على الفكرة التغييرية ومقاومتها ,وذلك عن طريق إقناع القيادات العليا بعدم قبول هذه الفكرة لعدم صلاحيتها .

وهو الذي يجعل من الحادثة الفردية ظاهرة عامة , حيث يضخم الأخطاء الصغيرة والقليلة ويوهم الآخرين بأن المشروع بأكمله فاشل.

وهو الذي يكثر الكلام والحوار والتعليق دون أن يترك للمغير فرصة للحديث .

وهو الذي يحاول الاستفادة من جميع الكلمات والعبارات والآراء والمواقف والمشاهد , ويُركِّب بعضها على بعض ليثبت أن المشروع فاشل .

وهو من أخطر أنواع المقاومين إن لم يكن أخطرهم , وهو الذي ربما يمدح المشروع التغييري , ويثني على صاحبه , ولكنه يعقب فيقول : إن وقت المشروع ليس الآن , أو ينبغي تأجيله إلى السنة القادمة .

أي الماكر الذي يتلاعب على كل الحبال , ويتآمر بخبث ودهاء , وبتلون مع كل حال , ويتعامل بوجوه عدة , ويظهر غير ما يبطن.

وهو الذي يقاوم العملية التغييرية ويقضي عليها عن طريق المشاجرة والعراك.

وهو الذي يعبر عن مقاومته بالانسحاب والخروج من المكان الذي يناقش فيه المشروع التغييري , مما يسبب توتراً لدى الآخرين , أو يفض الاجتماع لعدم اكتمال النصاب .

وهو الذي لا يفكر إلا في ذاته , ولا يريد إلا ما يخدم مصلحته الشخصية , ومن ثم فقبوله للفكرة التغييرية أو رفضه لها يعتمد أولاً وأخيراً على مدى تحقيقها لمصالحه , ليس إلا .

وهو الذي يلدغ مباشرة صاحب الفكرة التغييرية , ويشوه صورته عند الجميع , وذلك لأن زعزعة الثقة بصاحب التغيير هو في الحقيقة زعزعة الثقة في التغيير نفسه .

وهو الذي يتفاوض مع المغير ويساومه في تغييره بحيث يصلان إلى حل وسط أو حل يشوه التغيير ويخرجه عن جوهره .

وهو صاحب النفسية التآمرية التي لا تنظر إلا بمنظار التآمر , فيظن أن الآخرين يتآمرون عليه في مشاريعهم التغييرية , لذا فهو يتآمر عليهم كما (يظن أنهم) يتآمرون عليه , وشعاره “إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب” .

كيف تتعامل مع مقاومي التغيير

مثل الطبيب ينبغي للمغير أن يقوم يشخص الداء والتعرف على أسبابه ومن ثم يحدد له الدواء المناسب . لذا , فإن أول سؤال ينبغي أن يسأله المغير للمقاومين هو : لماذا تقاومون هذا التغيير؟

والواقع أن هناك طرقاً عديدة وأساليب متنوعة لمواجهة مقاومة التغيير , وقبل الخوض في هذه الأساليب نود الإشارة إلى الملاحظات التالية :

  1. يمكن للمغير أن يستخدم أكثر من طريقة لمواجهة مقاومة التغيير, فقد لا تجدي طريقة واحدة فيضطر إلى استعمال طرق و وسائل أخرى .
  2. يعتمد تبني أي طريقة من الطرق التالية على معايير عدة , من أهمها ما يلي :

أ- طبيعة المغيرين وإمكاناتهم .

ب- طبيعة المقاومة ومدى قوتها وهل هي فردية أم جماعية .

ج- الإمكانات البشرية والمادية المتاحة

د- الظروف والأحوال الداخلية والخارجية للمقاومين .

هـ- الزمان والمكان .

فيما يلي بعض التوجيهات التي من شانها تيسير التغيير و تشجيع المقاومين له على تبنيه و الانخراط فيه:

Exit mobile version